الخطوة الأولى دوما تكون هى الأصعب ، مهما كان حجم المنافس أو قوته ، فهى إما أن تساعدك فى بث الثقة فى نفوس جماهيرك والرعب فى نفوس المنافسين أو قد تكون بداية غير جيدة قد تنذر بما سيحدث لاحقا ، وربما تكون بداية عادية لا تكشف كثيرا عن مستقبل الفريق فى أى بطولة ... ولهذا كله فإن على الأهلى أن يركز بشكل كبير جدا فى مباراته الاولى غدا فى انطلاق دور الـ 32 لبطولة رابطة الأبطال الإفريقية لهذا الموسم ، وخاصة مع خروجه فى العام الماضى بشكل لا يليق بحجم الفريق الذى أذاق فرق القارة كلها هزائم عديدة جعلته يحتل المقدمة لعدة سنوات متتالية .. فهل ينجح الأهلى فى اعادة بسط سيطرته وهيمنته الإفريقية بعد غياب عام كامل ، أم يكرر "مدفعجية زيمبابوى" فعلة "كانو بيلارز" الموسم الماضى ؟
الأهلى فى ثوبه الجديد سواء على مستوى القيادة الفنية أو حتى فى بعض التعديلات التى دخلت على قائمة الفريق سيواجه واحدا من الفرق الجيدة فى بطولة هذا العام ، وخاصة بعد أن تخطى منافسه فى الدور التمهيدى ( مافونزو بطل زنجبار ) ذهابا ايابا بنتيجة الفوز ( 2/1 و 4/0 ) ، وحتى مع الاعتراف بضعف المنافس وقتها الا ان هذا يدل على أن للفريق نخالب هجومية جيدة بالاضافة الى جرأته الواضحة من خلال تصريحات مسئوليه هناك بأن الفريق المصرى كبير وعظيم ، ولكن هزيمته ليست مستحيلة ، وبالطبع سيكون الأمر محفزا للغاية لهذا الفريق بأن يحرج بطل إفريقيا الكبير ، ودوما نكرر بأن هذا هو قدر الكبار ..
الاهلى .. وأندية زيمبابوى عبر التاريخ
الطريف أن الأهلى لم يقابل هذا الفريق مطلقا من قبل ، وإن ظل التاريخ شاهدا على تفوق الأهلى الكاسح على كل الفرق الزيمبابوية التى واجهها من قبل ، وهما فريقان فقط ( ديناموز و هايلاندرز ) ، وفاز الأهلى بسبعة مباريات و 15 هدف مقابل تعادل واحد وأربعة أهداف فقط فى مرماه ، الا أن المواجهة الوحيدة التى جمعت بين الأهلى وفريق زيمبابوى فى دور الـ 32 كانت فى بطولة 2007 ، وهى البطولة التى شهدت تعادلا وحيدا بينه وبين فرق زيمبابوى وبالرغم من مرور الأهلى بسلاسة وقتها ، الا أنه خسر المباراة النهائية أمام النجم الساحلى فى النهاية .. وهذه ستكون المرة الثانية التى يواجه فيها فريقا زيمبابويا فى دور الـ 32 ، ونتمنى بالطبع أن تكون النهاية مختلفة !
وبالتأكيد فإن توالى المباريات الأخيرة وخاصة مع ترقب البعض بكل تركيز لما ستسفر عنه مباريات بطولة الدورى المصرى المحلى فى ظل منافسة البعض للأهلى على اللقب ، حتى لو لم تكن قريبة للغاية بعد الا انها تشكل خطرا وعبئا نفسيا على اللاعبين – والذين يجب عليهم الفصل تماما بين اللعب فى البطولة المحلية وتلك الأخرى القارية ، ولهذا يجب أن يساعد كبار الفريق على تجاوز صدمة اللعب الإفريقى الاولى لدى بعض شباب الاهلى ، وان كان منهم من لعب دوليا مع منتخبات الشباب المصرية ... وستكون المباراة مقامة على "الترتان" وهذا أيضا يعتبر تحدى صعب وعقبة – وان كانت صغيرة – امام الفريق الذى يجب ان يتخطى كل هذا ويحصد نقاطا ونتيجة تساعده بهدوء فى المرور من تلك الأدوار البسيطة قبل الدخول فى معترك قوى لاحقا .. ولكن عليك أولا أن تمر من فرق صغيرة ، وتوخى الحذر مطلوب بشدة وخاصة أن الذكى والناجح هو دوما من يتعلم من التاريخ ويجيد قراءته !
وهناك بعض الأسماء التى باتت معروفة الى حد ما ضمن تشكيلة الفريق الإفريقى ، وخاصة مع احرازهم لاهداف فريقهم ضمن الدور التمهيدى لتلك البطولة الحالية ، وهم ( ديفيد ريديون ، نورمان مروتو ، رامسون زهواو ... و على صديقى ) كما برز اسم قائد الفريق " تريمورى ميتسى " عقب تصريحات كثيرا ما اعتدنا عليها وهى ان الاهلى فريق كبير ولكنه ليس بالفريق الذى لا يقهر وأنهم قادرون على ابعاده عن البطولة فى هذا الدور .. ودوما اعتاد الاهلى أيضا الرد بقوة فى الملعب وتلقين تلك الفرق دروسا كبيرة فى اللعبة ، مع كامل الاحترام والتقدير لكل محاولاتهم ...
أما عن الأهلى ، فلا يزال الأمر بالتأكيد غامضا بعض الشئ أمام لاعبيه حتى ولو حصل الجهاز على بعض التفاصيل عن الفريق ودقائق لعبه فى تلك البطولة حتى الآن ، الا أننا نتوقع أن يلعب الأهلى بحذر فى البداية لدراسة خصمه على الطبيعة قبل أن ينقض ويجهز عليه كرويا فى مباراة الذهاب لتسهيل المهمة بشكل كبير عند العودة .. وربما يدفع الجهاز برأس حربة وحيد " متعب" ويلعب فى الوسط بثلاثى ارتكاز مثلما كان يفعل دوما "جوزيه" مع البداية المبهمة أمام تلك الفرق غير المعروفة كرويا بشكل كبير ... بالاضافة الى ثبات أغلب المراكز الدفاعية الأخرى ، وقد يكون الظهور الأول لـ"اكرامى الصغير" على المستوى الافريقى مع الاهلى ..
نتمنى الفوز لفريقنا الحبيب ، والعودة المظفرة باذن الله ..