الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ...
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان
على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها
فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته
فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها
ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وانا ربك – أخطأ من شدة الفرح .،
سبحان الله
وانظري إلى ذاك الشيخ الهرم ..
الذي .. كبر سنه ..
وانحنى ظهره .. ورق عظمه ..
أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وهو جالس بين أصحابه يوما .. يجر خطاه ..
وقد سقط حاجباه على عينيه .. وهو يدّعم على عصا .. جاء يمشي ..
حتى قام بين يديّ النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال بصوت تصارعه الآلام ..
يا رسول الله ..أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ..
فلم يترك منها شيئا ..
وهو في ذلك لم يترك حاجة .ولا داجة ..
أي صغيرة ولا كبيرة ..
إلا أتاها ..
لو قسّمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم ..
فهل لذلك من توبة؟
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم بصره إليه ..
فإذا شيخ قد انحنى ظهره ..واضطرب أمره ..
قد هده مر السنين والأعوام ..
وأهلكته الشهوات والآلام ..
\فقال له صلى الله عليه وسلم :فهل أسلمت
قال:أما انا فأشهد أن لا اله إلا الله وأنك رسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم :تفعل الخيرات وتترك السيئات
فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ..
فقال الشيخ :وغدراتي ،وفجراتي
فقال.. نعم فصآح الشيخ
الله أكبر .الله أكبر .الله أكبر
فما زال يكبر حتى توارى عنهم ..
الحديث : رواه الطبراني والبزار وقال المنذري : إسناده جيد قوي ..
سبحان الله يطاع فيشكر ويعصى فيغفر
ويجيب المضطر ويكشف الضرّ ويشفى السقيم
يسمع كلامنا ويرى مكاننا ولا يخفى عليه شىء من أمرنا
كلنا مذنبون .خطائون نقبل على الله تآرة
وندبر آخرى نراقب الله مرة وتسيطر علينا الغفلة آخرى
(عن أبي هريرة رضي الله عنه:عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " والذي نفسى بيده لولم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء
بقوم يذنبون فيستغفرون الله
فيغفر لهم" رواه مسلم
المؤمن العابد الزاهد يحتاج إلى توبه فكيف بالعآصي ..,
فبآدروا أخوتي بالتوبة وإياكم والتسويف فإنه ذنب يحتآج ألى توبه..
كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي
أن يتوبوا منه قال العلامة ابن القيم
" منها أن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور
ولا يجوز تأخيرها , فمتى أخرها عصى بالتأخير , فإذا تاب
من الذنب بقي عليه التوبة من التأخير
وقل أن تخطر هذه ببال التائب , بل عنده انه إذا
تاب من الذنب لم يبقى عليه شيء آخر ..
اللهم أغفر لنا ماقدمنا وما آخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا .