يقول الله الحي القيوم جل جلاله : { وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)}( القرآن المجيد ، الإسراء ) .
هناك الكثير من الحلول لظاهرة ارتكاب الزنا ، وهي الفاحشة الكبرى المنتشرة بشكل جنوني في المجتمعات الغربية ، وعدواها انتقلت إلى مستعمراتها إبان الاحتلال الغربي لمختلف بلدان الوطن العربي . ولا بد من التنويه إلى أن العواصم العربية والمدن الكبرى غزتها الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وتتولى الفنادق الفخمة من خمس نجوم أو تخوم لا فرق عملية إنشاء الملاهي والبارات والمخامر والنوادي الليلية بإشراف بعض المرتزقة ممن باعوا أنفسهم للشيطان الرجيم ، وللمال البخس ، فأصبحوا يقودون على مئات بل آلاف من نساء الأمة العربية أو الإسلامية ، ويعتبرونه تقدما وحضارة ؟؟!! فتبا لهذه الحضارة وهذا التقدم الذي يجعل الإنسان ديوثا يتصرف كالحيوان البهيمة الذي يرغب في إرضاء شهوته الحيوانية ولا يغلب عقله على عاطفته وعلى نفسه الأمارة بالسوء . وتتحمل الحكومات العربية والإسلامية المسؤولية كاملة على انتشار ظاهرة الزنا والابتعاد عن الزواج الشرعي الذي يثبت وينبت الأبناء الأباة ذو الكرامة والشهامة الشرعيين الذين يبنون البلاد والأوطان . لقد أصبحنا نشاهد هنا وهناك بارات تتوزع على الفنادق بقلة حياء سافرة ، وأصبح بعض الشباب يتهالكون فرواء غريزتهم الجنسية الفطرية بشكل محرم ، فيدنسون الأعراض والإسلام تحت مرأى ومسمع هذه الحكومات التي يمكن أن يكون بعضها له اليد الطولى – قطعها الله قطعا مبرما – في الترويج لهذه الموبقات والكبائر عبر والملاهي والنوادي والروتاري السرية والعلنية في الآن ذاته ، بل وإن بعضها يحمي ويرخص هذه الكازينوهات والملاهي الفاجرة الكافرة التي تشكل خطرا حقيقيا داهما على سمة من سمات الأمة الإسلامية وهي الزواج الإسلامي السعيد .
و لا ننسى الفضائيات الخلاعية الهابطة فهي عبارة عن كباريهات على الهواء ، وكذلك الحال بالنسبة للانتر نت الإباحية ، قبحها الله العزيز الحكيم جل جلاله ، من فضائيات وخلاعيات وإباحيات تنشر الإباحية والدعارة واللواط أو السحاق ممن يسمون مثيلي الجنس . ومما يساعد هذه الأمور الشاذة أن قادة بل قواد يقودون على أعراضهم ونسائهم في الغرب ممن يشجعون هذه الظواهر الشاذة ، . وهناك نوادي للعراة في الكثير من بلدان العالم ( المتحضر ) وهو المتبودر الذي سيسحقه الله الجليل العظيم ولو بعد حين ، كما سحق قوم نبي الله لوط عليه السلام بمدينة أريحا . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، هناك نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ممن ينتسب لنوادي اللوطية ، وهناك كونداليزا رايس ممن تمارس السحاقية مع مثيلتها ، وهناك شراذم وشراذم الماسونية التي تجعل من اللواط منهجا لحياتها الإباحية كما تذكر ذلك وسائل الإعلام الأمريكية نفسها . وهناك نوادي العراة في جنوب فلسطين المحتلة خاصة في مستعمرة إيلة ( إيلات ) التي يشرف عليها الإباحيون اليهود ... وهناك .. وهناك .. وهناك في البلدان العربية والإسلامية التي أصبحت مكشوفة تنادي بالزواج العرفي الكئيب الذي يمسخ حقوق المرأة مسخا كبيرا ويستغلها استغلالا رهيبا .
سؤال أطرحه بصراحة : هل يؤيد هؤلاء الناس الذين ينادون بالزواج العرفي أو بفتح ملاهي وبارات الدعارة والمومسات ويريدون أن يتمتعوا بالمرأة ويشبعوا رغباتهم الجنسية الحيوانية هل يقبلون ذلك لأمهاتهم وأخواتهم وبناتهم ؟؟ مالهم كيف يحكمون ؟ وكيف يستغلون المرأة أبشع استغلال ويريدون منها الجماع الجنسي فقط ولا يريدون لها الاحتفاظ بحقوقها كزوجة لها حقوقها الإنسانية . ثم إن الزنا واللواط يسببان كما ثبت علميا الأيدز والسفلس والسيلان والأمراض الجنسية الخطيرة لكلا الممارسين للفواحش من الذكور والإناث . فيعيش الفرد عالة على غيره من أجل شهوة حيوانية بهيمية عابرة يمكن أن يستثمرها في الاستقرار والسكينة والطمأنينة والمودة والرحمة لا تفريغ كبت المكبوتين والارتماء في أحضان المرض الخبيث .
ولا بد من القول ، فكما أن هناك عقاب للزاني والزانية هناك ثواب رباني إلهي عظيم للمتزوجين الذين يقضون شهواتهم ويفرغونها بالشكل الشرعي الإسلامي الحنيف سعيا وراء الفطرة الإنسانية القويمة الصالحة للفرد ذكرا وأنثى ، وصالحة لبناء لبنات المجتمع الصحيح السليم الخالي من الأمراض المعدية .
على أي حال ، هناك العديد من الطرق والسبل التي تساهم في الحد بل والقضاء على الفواحش الكثيرة منها الزنا واللواط والسحاق ، التي تنتشر في المجتمعات الغربية غير الأخلاقية ، وجلبها الاستعمار والاحتلال إلى الوطن العربي والمجتمعات العربية والإسلامية من أقصاها لأقصاها المستضعفة عسكريا واقتصاديا ، ومن أهم هذه التطبيقات العملية لا النظرية :
أولا : العودة الحميدة الحقيقية للإسلام العظيم ، بإتباع تعدد الزوجات لمن يريد من الرجال والنساء وفق معايير العدل الإسلامي ، وتقليل المهور وتزويج من لا يستطيع الزواج بدعمه ماليا وعينيا . ففي زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزوج الشاب المؤمن التقي بمهر بسيط ، ولنا المثل الأعلى بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مهر زوجاته وبناته وهي مهور قليلة ، والمهر القليل والتكاليف القليلة هي بركة من بركات الله جل جلاله في الزواج . وقد خطت بعض الحكومات والحركات الإسلامية خطوات أولية في إنشاء جمعيات العفاف والزواج البسيط وتقديم المساعدات والمساهمات في حفلات الزواج الجماعية في مختلف المناطق ، منها في فلسطين ، والأردن وإيران والسودان وغيرها .
ثانيا : سن قوانين وتشريعات مكتوبة تحدد قيمة المهور بشكل منتظم يحفظ حقوق المرأة وحقوق الرجل على السواء ، وتخصيص موازنات مالية في وزارات المالية أو بيت المال أو جزءا من أموال الزكاة للتزويج الشباب العربي المسلم للحفاظ على تماسك المجتمعات .
ثالثا : إقرار وتنفيذ صكوك عشائرية عرفية تحد من ارتفاع المهور في المجتمعات العربية والإسلامية في مختلف قارات العالم .
رابعا : إنشاء جمعيات زواج لتزويج الشباب من كلا الجنسين : الذكور والإناث وتعريفهم على بعضهم البعض ، كل حسب معاييره وشروطه الإسلامية الحقيقية بالاستناد إلى القرآن المجيد ، والسنية النبوية المطهرة بعيدا عن الانتر نت الفاشلة في تعارف الزواج . وتخصيص أموال ورصدها لدعم الزواج لمن لا يقدر على الزواج . وهذه المسألة مسألة مهمة وخطيرة جدا في الوقت ذاته . فالمجتمع الإسلامي أو غيره من المجتمعات يقوم على إتحاد الذكر والأنثى ، وتكوين أنوية أسرية جديدة للتكاثر وتكثير سواد المسلمين .
خامسا : إيلاء الإهتمام الكبير للفتيات العوانس والشباب الذين فاتهم قطار الزواج والذين مالوا عن الزواج وعزفوا عنه بدعاوى مالية كغلاء المهور وتصاعد تكاليف الحفلات والولائم وتعريفهم ببعضهم البعض على أسس إسلامية نابعة من صميم القرآن والسنة ، فهؤلاء الناس هم أدرى بشؤونهم وهم الأكثر تقبلا لتقليل التكاليف المالية الباهظة للزواج .
سادسا : المبادرة لإتباع سنة الخلفاء المسلمين الأوائل في حل مشكلة الأرامل اللواتي ترملن عن أزواجهن ويردن الزواج ، سواء بوفاة طبيعية أو في أعقاب زلازل وبراكين وكوارث طبيعية وزوجات الشهداء في حروب المسلمين مع الأعداء ، أو المطلقات لأسباب إسلامية شرعية ، حيث كان هؤلاء المؤمنين يبادرون للزواج ممن يرغب منهم في السترة وأخذ نصيبها في الحياة الزوجية الشرعية بعيدا عن الكبت أو الانفلات . وقد لاحظت عندما كنت في الخرطوم بالسودان الشقيق عندما كنت أكمل الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة النيلين ، بين عامي 2001 و2002 م مبادرة الرئيس السوداني السيد عمر البشير وبعض قيادة السودان بالزواج من زوجات شهداء قضوا نحبهم في حروب السودان مع الاستعمار والانفصاليين المتمردين وهي ظاهرة تستحق التشجيع والمتابعة على نطاق واسع وهي ُسنة إسلامية حميدة .
سابعا : شن حملات إسلامية دعائية للتوجيه والإرشاد ودوام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع الحالات والمناسبات ومهاجمة الزنا والزواج العرفي بسبل صحيحة في وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والانتر نت . والحث الشديد على التزويج المبكر لما في ذلك من قضاء مبرما على الفواحش الجنسية غير الملائمة لطبيعة الفطرة البشرية الإسلامية الصالحة .
ثامنا : إنشاء صندوق زواج دائم في المدارس والجامعات والمؤسسات والوزارات للزواج يكون فيه واجب إجباري أن يضع فيه كل فرد ( دولار واحد ) سنويا لأغراض التزويج الإسلامي الملائم . وكذلك شن حملة تبرعات مالية وعينية دائمة لهذا الغرض من الشركات وكبار الرأسماليين المسلمين المؤمنين بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
تاسعا : تخصيص جزء سنوي ثابت من أموال الركن الإسلامي المتمثل بالزكاة لدعم الأزواج الشابة لتسهيل الخطبة وإنشاء أسر نوية صغيرة والمساهمة في حفلات الزفاف الإسلامية .
عاشرا : رصد مبالغ مالية من الدول النفطية كبيرة لأغراض الزواج الإسلامي السعيد بين الشباب الذين يريدون العفاف على الطريقة الإسلامية .
حادي عشر : إيجاد نوع من التعاون بين الفتاة والشاب الراغبين في الزواج على أسس إسلامية ليساهم كل في مجاله والاتفاق على التخفيف عن كاهل الشاب أو الفتاة المتكفل بالمصارف الزواج الباهظة . ويتعلق هذا الجانب بالشباب والفتيات الذين يعملون ويحصلون على رواتب او معاشات شهرية أو لديهم مصالح تجارية .
ثاني عشر : تدريس مواد أكاديمية إجبارية عن الزواج ومنطلقاته ومشكلاته وسبل حلها في الجامعات المحلية لطلبة الشهادة الجامعية الأولى ( البكالوريوس ) وتشجيع الزواج الجامعي بين طلبة الجامعات أنفسهم على أسس إسلامية حقيقية فهم من يمكنهم التعاون في هذا المجال وعقولهم وقلوبهم ونفسياتهم أكثر تقبلا من غيرهم .
والى هنا انتهى وإلى ربنا الرجعى والمنتهى .
سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .