الرجل ذو القناع الحديدى
اكثر سجناء التاريخ غموضا والذي عاش ومات دون ان يعلم مخلوق واحد عنه اي شيء.
ويعود هذا اللغز الى عصر الملك (لويس الرابع عشر) ... ففي صباح الخامس من سبتمبر من عام 1661م، وصلت عربه ملكية فاخره الى سجن (الباستيل) الفرنسي الرهيب الذي كان يثير الرعب في قلوب الناس لقسوة حراسه
وكان على متن العربة عدد من الحراس الذين يحيطون برجل يرتديا فاخره جدا، ويخفي وجهه خلف قناع حديدي لا يترك له سوى فتحتين لعينه واخرى لفمه، وقد وضع على القناع قفل كبير لمنع فتحه
واستقبل محافظ السجن ذلك السجين الغامض في احترام شديد مبالغ فيه، وطلب منه المحافظ وعدا قاطعا الا يخبر احد على الاطلاع بحقيقته، وقد وعده ذو القناع بذلك بنبرة صوت قوية وكبرياء شديد كما لاحظ الحراس
وبعد ذلك تم نقل السجين الى زنزانه خاصه مؤثثه على نحو فاخر، وقد كانت الاوامر تقضي بقتله حال محاولته نزع القناع الحديدي
فيما عدا ذلك كانت الاوامر مشددة بضرورة معاملته معاملة النبلاء
وكان ذو القناع الحديدي سجينا مثاليا يقضي معظم وقته في القراءة ومراقبة الطيور
وكان يعامل جميع الحراس في تهذيب شديد، الا ان حارس الزنزانه الخاص قد اشار الى انه كثيرا ما كان يسمع ذلك السجين الغامض يبكي بحرقة وينتحب، عندما يبدو له ان لا احد يستمع اليه
واستمر الوضع على ما هو عليه ... ولم يخلع ذو القناع الحديدي قناعه على الاطلاق حتى عندما أصابه مرض شديد واضطر الامر الى إحضار طبيب خاص لمعالجته، لم يسمح الحراس له بكشف وجهه لقياس درجة الحرارة من لسانه كما كان متبع في ذلك الوقت
وقضى ذو القناع الحديدي ما يقارب من ربع قرن في تلك الزنزانه الانفرادية، الى ان توفى بهدوء
وعندما تم نقله من زنزانته الى قبره، حضرت عربه ملكية خاصه حملته الى قبر فاخر جدا صنع من الرخام، واحيط القبر بعد ذلك بحراسه مشدده لمدة شهر كامل حتى يضمن الملك (لويس الرابع عشر) بقاء هذا اللغز في طي الكتمان
وقد دفن ذو القناع الحديدي تحت اسم مستعار وهم مارشيولي
وقد اثار هذا اللغز خيال المؤرخين والادباء الى ابعد الحدود، وخرج احد الادباء الفرنسيين بفكره عجيبه ومنطقية للغاية في وجهة نظره استغلت في عمل الفيلم السينمائي (الرجل ذو القناع الحديدي)
حيث ذكر هذا الاديب ان السجين عبارة عن الاخ التوأم للملك (لويس الرابع عشر)
لكن الفكره لم تنل استحسان المؤرخين