لوزان (د ب أ)- لعل أبرز ما تشتهر به مدينة لوزان السويسرية كونها مقرا للجنة الأولمبية الدولية، فلديها الكثير لتقدمه إلى جماهير الأولمبياد.
ومع ذلك ، يمكن للزائرين الاستمتاع بالمدينة بشكل أكبر بكثير على طول ضفاف بحيرة جنيف ، بما عليها من كاتدرائيات وأماكن ترفيهية مفعمة بالنشاط ومزارع كروم رائعة المنظر.
ففي الكاتدرائية القوطية، التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر ، بمدينة لوزان ، يفتح أليان فروديجيه بابا صغيرا في البرج الغربي للكاتدرائية قبل أن يقفز على نفس الدرج الضيق، المكون من 153 درجة، الذي كان يصعده الحراس قبل 600 عام لرصد أي حرائق أو غزاة محتملين.
تشير السجلات الرسمية إلى أن المراقبة الليلية بدأت في لوزان عام 1405 ، عقب نشوب حريق هائل في منطقة مجاورة ، وعلى مر القرون صارت جزءا لا يتجزأ من المدينة السويسرية.
يقول فروديجيه ، وقد ارتسمت الابتسامة على شفتيه: ” لو قرر آباء المدينة التخلص من هذا الموقع ، لحدثت هناك انتفاضة شعبية”.
وفجأة ، تهتز المكونات الخشبية في المبنى بأكمله ، عندما يدق جرس “مريم المجدلية” ، الذي يزن 6ر5 طن ، كل ساعة. عندئذ ، يعلن فريديجيه الوقت بأعلى صوت ممكن في جميع الاتجاهات ، ويكرر هذا العمل كل ساعة حتى الثانية صباحا.
وبين كل ساعة والأخرى ، يستطيع فروديجيه الركون للراحة في كوخ صغير ، وبينما يتمكن أحيانا من أخذ قسط سريع من النوم ، فإنه يظل في معظم الأحيان مستيقظا طيلة فترة عمله.
تعد كاتدرائية لوزان ، الكائنة على هضبة في البلدة القديمة ، تحفة فنية من آثار الفن المعماري القوطي. وبجوارها ، يقع المتحف التاريخي الذي يضم مجموعة من اللوحات الزيتية والرسومات والصور الفوتوغرافية والنقوشات الخاصة بالمدينة السويسرية.
وعلى مقربة من هذا المكان ، يقع قصر سان ماري ، الذي كان في الأصل قصرا للأساقفة وبات الآن مقرا للحكومة المحلية.
ويربط بين تلك المباني ممرات ضيقة يخيم عليها الهدوء.
يقول أنيك تانجا دوباس ، من مكتب السياحة بالمدينة ، إن “لوزان بنيت على ثلاث هضاب ، تجري المياه من تحتها وتنمو الغابات من فوقها.. وثمة منحدر طوله 550 مترا يمتد من منطقة أوش على شاطئ البحيرة وحتى أعلى نقطة في المدينة”.
وهناك درج خشبي مغطى يمتد من الساحة المواجهة للكاتدرائية متجها لأسفل حتى وسط المدينة الذي يرجع تاريخه إلى العصور الوسطى ، حيث تنتشر بممراته الضيقة المقاهي والمتاجر المفعمة بالنشاط.
وفي حي فلون وسط المدينة الذي يتمتع بطابع أكثر حداثة ، يشاهد الزائرون متاجر ومستودعات القمح السابقة التي صارت الآن دور سينما ومعارض وحانات ومطاعم تكتظ بالشباب الساهرين حتي الساعات المتأخرة من الليل.
ولعلك تكتشف السبب وراء اعتبار لوزان العاصمة الأولمبية عند قيامك بجولة قصيرة سيرا على الاقدام على طول شاطئ البحيرة. وعلى وجه الخصوص ، يستحق المتحف الأولمبي بمنطقة كواي دوتشي الزيارة ، حيث يستغرقك الأمر ساعتين على الاقل لمشاهدة كافة المعارض المتعلقة بالحركة الأولمبية.
يوثق المتحف دورات الألعاب الأولمبية منذ بدايتها وحتى يومنا هذا ، بما في ذلك معارض متنوعة تضم مشعلا للإتروسكيين (شعب قديم اقام في منطقة إتروريا الإيطالية) وحذاء يخص العداء الأمريكي كارل لويس.
تقع جنيف ، وهي ثالث أكبر مدينة في سويسرا ، في أقصى الجنوب الغربي للبحيرة ، وتمتد أراضيها على ضفتي نهر الرون.
وعلى الضفة اليمنى للنهر ، تجد معظم الفنادق والمطاعم الكبرى ، بينما تجد الكاتدرائيات ومناطق التسوق والمناطق التجارية في جنيف على الضفة اليسرى. ويتمثل رمز المدينة في نافورة مياه فخمة تقذف 500 لتر من المياه في الثانية إلى ارتفاع 140 مترا.
ولا نغفل بالطبع مزارع الكروم العديدة في المنطقة التي تستحق الزيارة ، لاسيما في الخريف. هناك عدد لا يحصى من طرق السير حول بلدة فيفي تتخلل مزارع الكروم.
وإذا كنت من زائري المدينة السويسرية ، فاحرص على ألا تفوتك زيارة حقول الكروم على منحدرات لافو ، تلك الحقول التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي لديها.