الرحم أول بيئة يعيش فيها الطفل جنيناً، ويغادرها متأثراً بكثير من المؤثرات البيئية التي تعرضت لها الأم، لذلك يجب أن تدرك كل أم أن جنينها أمانة، وأن تربيته صحياً ونفسياً لا تبدأ بولادته، بل بمجرد أن يحتضن رحمها نطفة لا حول لها ولا قوة.
د. حامد زهران ـ أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس ـ يرصد بعض العوامل التي تؤثر على الجنين في رحم أمه فيقول:
يحتاج الجنين إلى أن تصل إليه مؤثرات جسمية وانفعالية صحية عن طريق الأم، وتؤثر الحالة النفسية للأم ـ بطريق غير مباشر ـ على نمو الجنين، فالخوف والغضب والتوتر والقلق عند الأم يستثير الجهاز العصبي الذاتي، وينعكس أثر ذلك في النواحي العضوية، مما يؤدي إلى اضطراب إفراز الغدد، وتغير التركيب الكيميائي للدم، مما يؤثر بدوره على نمو الجنين، ويلاحظ أيضاً أن التوتر الشديد يؤدي إلى مخاض أصعب، وأطول.
وقد ينعكس اتجاه الأم الحامل نحو حملها على حالتها الانفعالية في أثناء الحمل، ويُلاحظ أن المرأة التي تكره حملها، ولا ترغب فيه تكون أكثر ميلاً إلى الاضطراب الانفعالي، وأن الاتجاه السالب نحو الحمل يصاحبه عادة الغثيان، والتقيؤ، هذا إلى جانب أن الانفعال والاضطراب، وعدم النضج الانفعالي والصراع بين الزوجين، وسوء التوافق بينهما يرتبط بعدم التوافق مع الحمل، وظهور بعض الاضطرابات النفسية عند الأم، وربما يبدو ذلك بصورة واضحة في حالات الحمل غير الشرعي ومحاولات التخلص منه.
ويشير إلى غذاء الأم الحامل الذي يجب ـ برأيه ـ أن يكون متنوعاً حرصاً على صحتها وصحة جنينها، فالأم هي مصدر الغذاء الوحيد للجنين، وتؤكد البحوث أن نقص غذاء الأم ـ خاصة البروتين ـ ونقص الفيتامينات ـ خاصة فيتامين (ب) المركب يؤدي إلى تعب الحامل، ونقص جسمي لدى الجنين كالكساح أو البلاجرا، وفقر الدم والهزال، كما يؤدي إلى ضعف الجهازين العصبي والعقلي، والإصابة بالاضطرابات النفسية.
والغذاء المتكامل يحتوي على بروتين نباتي "العدس، الفول، اللوبيا، الفاصوليا"، أو حيواني "اللحوم بأنواعها، السمك بأنواعه، البيض"، الخضراوات الطازجة والفاكهة والحبوب والنشويات "الأرز والمكرونة والخبز" واللبن أو بدائله كما لابد أن يحتوي على اللون الأخضر الطازج كالجرجير أو البقدونس واللون الأحمر، كالطماطم، واللون الأصفر كالجزر، فالتنوع في الغذاء، له تأثيره إيجابياً على صحة الأم، والجنين.