ايكليستون يفكر بمنح اللقب للأكثر فوزاً

[الملاك]

يصر البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لسباقات سيارات فورمولا وان، على إدخال تعديلات، تارة ثانوية وطوراً جوهرية، على بطولة العالم للفئة الأولى.

وكان ايكليستون وجه بوصلة خططه التوسعية نحو آسيا في السنوات القليلة الماضية، مركزاً جهوده على إقامة سباقات ليلية في "القارة الصفراء" يتلاءم توقيتها والمتابعة الأوروبية للسباقات من خلال شاشات التلفزة بغية تحقيق أعلى نسبة مشاهدة وبالتالي أوسع رعاية إعلانية.

ولا شك في أن هذا النوع من المستجدات على دفتر أعمال بطولة العالم ليس من شأنه المس بجوهر السباقات إلا أن ما رشح في الآونة الأخيرة عن ايكليستون لناحية آلية تتويج البطل فرض أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الفئة الأولى.

وينكب ايكليستون في الوقت الراهن على دراسة فكرة تتمثل في منح لقب بطل العالم إلى السائق الذي يفوز بالعدد الأكبر من السباقات في الموسم الواحد بدل العودة إلى احتساب النقاط التي تمنح للسائقين بختام كل جائزة كبرى.

ويقول ايكليستون: "شعرت بنوع من الغبن في الموسم الماضي في ظل الصراع الذي كان قائماً بين فيراراي وماكلارين - مرسيدس على صعيد سباق سائقيهما لإحراز اللقب، ولهذا السبب انتظر الوقت المناسب لطرح فكرة تحديد بطل العالم للسائقين وفق عدد السباقات التي يفوز بها وليس وفق عدد النقاط التي يحصدها خلال عمر البطولة".

ويبدو أن ايكليستون يميل إلى تبني هذه الفكرة انطلاقاً من رغبته في إجبار السائقين على بذل أقصى ما لديهم خلال السباقات بدل إقدامهم على الدخول في معمعة احتساب النقاط، مع العلم أن النظام المعمول به في الوقت الراهن يمنح صاحب المركز الأول في كل سباق 10 نقاط، في الوقت الذي ينال فيه الوصيف 8 نقاط، والثالث 6 نقاط، والرابع 5 نقاط، والخامس 4 نقاط، والسادس 3 نقاط، والسابع نقاطتين، والثامن نقطة واحدة.

ويضيف ايكليستون (77 عاماً): "كلمة السر في الرياضة الميكانيكية تتمثل في التسابق والسرعة إلا أنني أجد اليوم أن السائقين لا يميلون كثيراً إلى تجاوز بعضهم البعض في السباقات ويبدون راضين عن أدائهم في حال ابتعدوا عن المخاطرة واحتلوا المركز الثاني خصوصاً أن الأخير من شأنه منحهم ثماني نقاط، أي نقطتين فقط أقل مما يحصل عليه الفائز بالمركز الأول".

وتابع: "ما أود أن أراه مستقبلاً يتمثل في منح لقب بطل العالم إلى السائق الذي يفوز بأكبر عدد من السباقات المدرجة في جدول البطولة، وفي حال تعادل سائقين أو أكثر في عدد مرات الفوز بالمركز الأول، فإن الأكثر فوزاً منهم بالمركز الثاني هو الذي يتوج بطلاً في نهاية المطاف".

ولم ينس ايكليستون الإشارة إلى أن بطولة العالم للصانعين ستبقى محتفظة بنظام احتساب النقاط نفسه المتبع حالياً.

ورغم هذا الاقتراح "الثوري"، فإن الواقع يشير بوضوح إلى أن لقب بطل العالم للسائقين ذهب بالفعل إلى السائق الفائز بأكبر عدد من السباقات في الموسم الواحد وذلك منذ العام 1989 الذي شهد تتويج الفرنسي ألان بروست رغم فوزه بأربعة سباقات مقابل انتزاع زميله في فريق ماكلارين، البرازيلي الراحل ايرتون سينا الانتصار في ست مناسبات.

أما الغبن الذي شعر به ايكليستون في الموسم الماضي فيتمثل في واقع أن الفنلندي كيمي رايكونن، سائق فيراري، كان حقق الفوز في خمسة سباقات (استراليا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا والصين) قبل الجولة الأخيرة التي أقيمت على حلبة انترلاغوس في البرازيل، مقابل أربعة انتصارات للبريطاني لويس هاميلتون (كندا والولايات المتحدة الأميركية والمجر واليابان) وأربعة لزميله في الفريق نفسه الاسباني فرناندو ألونسو (ماليزيا وموناكو وأوروبا وإيطاليا).

حتى تلك اللحظة، كان السائقون الثلاثة متمسكين بحظوظهم في السباق على اللقب إذ كان هاميلتون يحتل صدارة الترتيب برصيد 107 نقاط أمام ألونسو بـ103 نقاط، فيما كان رايكونن يقف في المركز الثالث وفي رصيده مئة نقطة.

واللافت أن هاميلتون وألونسو ورايكونن كانوا مؤهلين لإنهاء الموسم برصيد واحد من النقاط هو 108 لكل منهم في حال انهى البريطاني سباق البرازيل في المركز الثامن (نقطة واحدة)، والإسباني في المركز الرابع (5 نقاط)، والفنلندي في المركز الثاني (8 نقاط).

وعندها، كان اللقب العالمي سيذهب إلى السائق صاحب أكبر عدد من الانتصارات في الموسم، أي إلى رايكونن.

إلا أن ما كان يخشاه ايكليستون في الموسم الماضي أن ينسحب رايكونن من السباق الأخير أو يحتل مركزاً متأخراً في الوقت الذي يتوج فيه هاميلتون أو ألونسو باللقب العالمي دون فوز احدهما بسباق انترلاغوس، وعندها يكون اللقب قد ذهب إلى سائق لم يفز بالعدد الأكبر من السباقات في الموسم الواحد.

إلا أن ذلك لم يحصل بعد أن توج رايكونن في البرازيل وتالياً ببطولة العالم للمرة الأولى في تاريخه بعد حلول ألونسو ثالثاً في انترلاغوس وهاميلتون سابعاً.