إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-19-2010, 08:39 PM   المشاركة رقم: 1
الكاتب
Medo Style
بواب نشط
المعلومات  
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 18
المشاركات: 101
بمعدل : 0.02 يوميا
التوقيت
الإتصال Medo Style غير متواجد حالياً


المنتدى : نافذة القصص القصيرة
افتراضي ذئـب سوق الطيور .!




ها هو يجلس على كرسيه يراقب السوق .
دائماً هو يراقب , يتأمل في وصاية الأيام ويحاول أن يأخذ منها أكبر قدر من ورثها , لم يغنيه ما يملك , عن مراقبة ما يملك الناس , هو يتأمل , يخاف أن يصل أحد لما وصل إليه
هو كبير التجار في سوق الطيور استطاع بدهاء ولؤم أن يسيطر على كل من حوله حتى لم يبقى في السوق تاجر إلا ويتعوذ بالله منه كل صباح , زاحم التجار في أرزاقهم وجعل من يقف في طريقة عبرة للآخرين .
أمر "فتاه" أن يأتي له بالشاي بعد أن ملء عقلة بما يملك التجار , وبعد أن أطمئن أنه لا يوجد هناك من زاد عن حده , نظر إلى الصحفية وهو يشرب الشاي , يتأمل فيما تحويه صفحاتها من أخبار ., لفت تفكيره خبر "أبن التاجر منصور" , وانه على غير العادة موجود في مدينتهم , تأمل في الخبر وأخذ يقرأ بشغف عن سبب وجود هذا الابن في هذه المدينة , نادى على فتاه أن هلم الي , وسأله عن خبر قدوم ابن التاجر للمدينة , فأجاب الفتى : ومن لم يسمع يا كبير التجار ويقال أنها زيارة لأمر ما لا يعلمه إلى حاشية أبن التاجر منصور , ولو وليتني على الأمر لأذهبن الآن يا كبير التجار وأعود لك بالليل بالخبر اليقين
وافق كبير التجار على أن يرسل فتاه ليتقصى الخبر ويبحث في هذا الأمر المريب . ورغم أن الظنون تكذب إلى أنه ظن زيارة "أبن التاجر منصور" لسوق الطيور في المدينة . وهذا ما كان ينتظر من فتاه أن يخبره به حين يعود .

بعد العاشرة بقليل

كان قلبه تزداد خفقانه وهو ينتظر فتاه أن يعود , ولكنه لم يفعل , حاول الاتصال به أكثر من مرة ولم يستطع , فقرر أن يغلق محله وأن يعود لبيته , سار في الطريق يتأمل عن ما أخفى فتاه كل هذه المدى , لم يستفيق التاجر من تفكيره إلا وهو بجوار منزله , دخل له وتناول العشاء على عجل , وجلس بجانب الشباك يتأمل وينتظر إلى أن غلبه النوم .
وفي غرة حلم سمع كبير التجار صوت يناديه ,, ياسيدي ..! ياسيدي ..! أنتبه كبير التجار من نومته وهو لا يعلم من أين أتى هذا الصوت هل كان في الحلـ.. لم يكمل تفكيره ,,, قطعه عليه نفس الصوت يتسلل من الشباك : ياسيدي .! قام من فراشه ونظر لساعته فإذا هي الثالثة والنصف , من ينادي في هذا الوقت , لم يفكر كثيراً حتى وجد عيناه تصل لخلف الشباك فإذا هو فتاه قد اتكأ على الجدار وقد بدا وكأنه كان يسير طوال اليوم , التعب قد أستوطن أنحاء جسده حتى لم يعد يستطيع التكلم إلا همساً , لم يقل كبير التجار في هذا المنظر سوى كلمة واحدة : "دقيقة" .
سار مسرعاً عبر الدرج , تسابق مع عقارب الساعة يريد أن يصل ليسمع ما الخبر بعد أن امتلئ فضولاً لما حدث .
وصل لفتاه ونسي أن يسلم أو يطلب منه الدخول وقال له بصوت يشوبه التعجب ماذا جرى لك .؟!
أخذ فتاه نفساً عميقاً ونظر إلى الرصيف والى البيوت من حوله وقال : تسللت لبيت التاجر لأعرف لك ما الخبر وكدت أن أقع في قبضت رجاله , وأني لأظن أن الموت كان مصيري لو قبض علي فقد كنتـ.. في هذه اللحظة وضع كبير التجار يده في فم فتاه يستحلفه بالله أن يسكت , ونظر للأزقة مجدداً يتأمل مسامعها , ثم قال لفتاه هذا ليس مكان للحديث أدخل لبيتي لنعرف ما جرى لك .

بعد دقيقتين

كبير التجار والفتى في المنزل والفتى يشرب كأس ماء قدمه له سيده .
ما أن انتهى من ما يشرب حتى قال له كبير التجار تكلم ومن البداية .

أطرق الفتى قليلاً ثم أخذ نفساً عميقاً وقال : ذهبت من عندك يا سيدي أتقصى خبر التاجر وأسأل عنه أسوار المدينة , كنت أبحث عنه أو عن من يعرف أين يقيم حتى وجدت دليلاً على مكان سكنه , سألت عنه وهل هو موجود في بيته فقالوا لا هو في المسجد , ذهبت للمسجد ودنوت منه أراقبه , كان شديد الكرم , أعطى الفقراء مبالغ كبيرة من المال ثم دفع لإمام المسجد أُجرة تجديد المسجد كاملاً . وأنا أحاول أن أقترب منه إذا بأحد حاشيته يمسكني من ثيابي ويسألني عن ما أريد فعله .؟ فقلت له أني أريد السلام على أبن التاجر منصور فقط . فأخذني ورماني خارج المسجد . عرفت أنه لا فائدة من المعرفة بهذه الطريقة , وظللت أفكر عن ما سأفعل حتى وجدت نفسي بجوار مكان سكن بيت التاجر من جديد .
قاطعه كبير التاجر وقال له : لا تقل أنك دخلت لمنزل أبن التاجر منصور .!
فأجاب الفتى على الفور : بلا فعلت .!!
وقف كبير التجار على قدميه ونظر لفتاه نظرة مليئة بالغضب والسخط وقال له صارخاً : ويحك ماذا فعلت!! , ليس من شيمنا أن ندخل البيوت إلا من أبوابها , ألا تعلم أن في البيوت النساء والمحارم , وما فعلته أمر لا يمكن السكوت عنه .
قال الفتى بهدوء : لو تعلم بماذا عدت لك لما قلت ما قلت يا كبير التجار .
نظر كبير التجار لفتاه ونسي ما قد قاله قبل قليل وسأله بتلهف ماذا سمعت هناك .؟!

قال الفتى : دخلت لبيت "ابن التاجر منصور" وبحثت في أوراقه عن شيء يهمني فلم أجد وأنا أبحث إذا بي أسمع صوت باب المزل يفتح , فأغلقت مسرعاً باب الغرفة التي كنت فيها ثم نظرت من شق الباب فإذا أبن التاجر وثلاثة من حاشيته قد دخلوا للمنزل جلس أبن التاجر قليلاً ثم قال لهم أذهبوا لنوم فغداً سنذهب باكراً لسوق الطيور عسى أن نجد ما جئنا لأجله .
ثم سأله أحد رجاله : هل تعتقد يا سيدي أن نجد حاجتنا في ذلك السوق .
قال سنبحث , وليكتب الله ما يشاء .

قاطع كبير التجار فتاه وقال : وعن أي شيء يبحثوا .
قال الفتى : لا أعلم يا سيدي .
قال كبير التجار: كيف لم تعلم يا أحمق ..!
وقف الفتى وقال : سمعت هذه الكلمات فقط ياسيدي ثم قفزت من الشباك وما أن ابتعدت قليلاً حتى وجدت خدم أبن التاجر منصور خلفي وكانوا يطلقون النار علي ياسيدي , حتى كادوا يردوني قتيلاً لولا فضل الله ورحمته . اختبأت في حفرة وغطيت نفسي بالقاذورات والرمال وظللت هناك حتى ذهبوا , ثم جئت إلى هنا مسرعاً يا سيدي , هذا ما حدث لي . كدت أقتل اليوم لأتي لك بالأخبار ثم تنعتني بالأحمق ياسيدي .

سكت الفتى , وسكت كبير التجار .
صوت التفكير عم المكان , الهدوء أَذن في أركان مجلس كبير التجار , العيون تحركت لأعلى , وللأسفل , لليمن واليسار , قاطع هذا الصخب همس النداء لصلاة الفجر
الله أكبر : الله أكبر

نظر التاجر لفتاه وقال أذهب : وصلي ثم أخلد لفراشك ولا تأتي لسوق الطيور مالم أنادي عليك هل فهمت .
سكت الفتى وأطرق رأسه ثم ذهب لبيته وهو يقول في نفسه : "حتى الروح بسيطة أن أعطيت من لا يستحق" . - فصار مثلا -

قتل التفكير كبير التجار , وكاد الفضول أن يشنقه , وهو يسأل نفسه ذات السؤال
ماذا يريد "أبن التاجر منصور" من السوق .؟!
ولم يجبه أحد عن سؤاله .. وكان عليه ممارسة أشد أنواع العذاب لكي يحصل على الجواب "الانتظار"
صلى الفجر في المسجد مع تجار السوق كلهم تعوذ بعد الصلاة من الشيطان وسأل الله الرزق
وتعوذ التجار بعد الصلاة منه ومن إبليس وسألوا الله أن يصرفه عن أرزاقهم . ثم ذهبوا لسوقهم . فتحوا الأبواب ونظفوا المكان ووضعوا الطعام والشراب لطيورهم وحيواناتهم .
وجلسوا ينتظرون زبائنهم , ماعدا كبير التجار فقد جلس ينتظر أجابه عن سؤاله , ماذا يريد أن التاجر منصور ., ولماذا هو قادم إلى هنا .؟
قاطعه لؤمه بأن التجار الآخرون ربما يتقدمون لأبن التاجر منصور أن قدم لسوق لا بد من أن أمنعهم , ثم أمر منادي "أن يجمعهم" , ولما تكدس لناس في وسط السوق جاءهم كبير التجار وقال لهم : سيقدم هذا اليوم تاجر كبير لسوق , لا أريد أن يتقدم له أي شخص منكم , سأستقبله بنفسي وسأتحدث معه بنفسي , ومن تقدم منكم , فسيكون حسابي معه عسيراً . ثم ذهب عنهم وعاد لمكانه ينتظر .

على مدخل السوق

وما هي إلا دقائق حتى ظهرت سيارة من أجمل السيارات في ذلك الوقت وتوقفت على مدخل السوق , عرف كبير التجار أن هذا هو "ابن التاجر منصور" وأن الإجابة عن السؤال قد اقتربت من الظهور , نزل من تلك السيارة ابن التاجر ورائحة الطيب ملئت المكان وجمال ثيابه سلب أنظار الناس , وهيبة "ابن التاجر منصور" أسكتت الرجال عن الصراخ , تقدم له كبير التجار وسلام عليه فرد أبن التاجر عليه السلام
ثم قال كبير التجار له : أهلاً بك ياسيدي أنا كبير التجار هنا تفضل معي لدكاني المتواضع .
تقدما الرجلان يسيران وأعين التجار تلاحقهم إلى أن وصلوا لمكانهم حيث جلس ابن التاجر منصور وكبير التجار ثم نادى كبير التجار على غلمانه يأمرهم بأن يأتوا بالشاي
قاطعه ابن التاجر منصور وقال : مهلاً يا كبير التجار لا أريد أن أشرب شيئاً فأنا على عجله من أمري . وأريد أن أحدثك بشيء ما
فرد كبير التجار وقال : كما تريد يا رجل , تفضل وأخبرني بما تريد .
فقال أن التاجر منصور : لعلك لم تعرفني أنا "عبد الله" أبن التاجر منصور كبير تجار الشرق , التاجر لذي ملئ صيته الشرق والغرب ..!
قال كبير التجار : أهلاً بك , وأعذرني فأنا لم أرك من قبل . ولم أعرف أسمك مسبقاً
فقال أبن التاجر منصور : لا عليك أنا لا أحب أن أظهر كثيراً وأكون دائماً بعيد عن المصورين لهذا لا يعرفني الكثير ولم يعرف اسمي سوي أناس معدودين ودائماً ينادوني أبن التاجر فقط , المهم أني جئتك بخبر وأريدك يا كبير التجار أن تسمعني وتكتم السر الذي سأخبرك به .
رد كبير التجار : تكلم بما تريد كلي أذان صاغية .
نظر عبد الله إلى السوق ثم ساق أنظاره الى كبير التجار وأخذ نفساً عميقاً ثم قال : أبي يا كبير التجار طريح الفراش منذ أربعة أشهر .
كبير التجار : لا بأس عليه طهور بأذن الله .
تكلم عبد الله مجدداً وكان حازماً في كلامه : أرجوك أسمع ما سأقوله يا كبير التجار أبي يخرج الدم من أنحاء جسده ولم نعلم ما السبب أتينا له بكل أطباء الشرق والغرب ولم يفلح أحد في معرفة علاج مناسب لأبي , حتى جاء اليوم وزارني صديق لي قديم , ولما رأى أبي قال لي بأن أبي مسحور وأن هذا النوع من السحر يقتل المسحور به بعد سنه .

استرجع "عبد الله" أنفاسه وحاول جاهداً أن يمسك دموعه عن السقوط وأردف قائلاً : لم أعلم ماذا أصنع يا كبير التجار جئنا بأفضل القراء ولم يتحسن أبي , حتى يئست من أمري وقررت أن أزور ساحراً ما لعله يفك سحر أبي بسحر أخر .
سألت الجميع عن ما أريد حتى وصلت لأعظم ساحر يمشي على الأرض الآن أخذته لأبي , ومارس بعض شعوذاته ثم أخبرني بأن علاج أبي يحتاج لدم حيوان ما , وأن القدر سيسوق هذا الحيوان لأحد أسواق الطيور الثلاثة أما هذا السوق , أو سوق الشام , أو سوق العاصمة ولهذا أنا هنا يا كبير التجار .

لم يولد السكون حتى تكلم كبير التجار مباشرة وقال : يا "أبن التاجر منصور" , سأفعل ما تريد وسأبحث لك عن ما تريد ولكن أخبرني عن ماذا أبحث أولاً .

نظر عبد الله أبن التاجر منصور لكبير التجار وقال : الساحر قال لي بأن شفاء أبي بأن يغتسل "بدم ذئب أسود بذيل أبيض" ,, ولا يوجد شفاء لأبي سوى هذا .
مسح دموعه عن خديه وأردف قائلاً : لقد ذهبت لسوق الشام وسوق العاصمة وتحدثت هناك مع تجارها , وأنت أخر سوق, وأنا لا أعلم في أي سوق سيسوق القدر هذا الحيوان إليه , ولكنه سيأتي لأحدها لا محالة يا كبير التجار . فأن جاء هنا فلا تدعه يذهب من دون أن تأخذه من صاحبه وتذكر أنه ذئب أسود بذيل أبيض .

قال كبير التجار : أن رأيت هذا الذئب في السوق أو في المدينة فأني سآتي به إليك يا عبد الله فلا تشغل بالك ولنأمل أن لا يكون الساحر كاذباً .

قال عبد الله أبن التاجر منصور : يا كبير التجار أن وجدته فأني مستعد أن أدفع فيه خمسة عشر مليون درهم .
كبير التجار بعد أن فتح فاه : خمسة عشر مليون .
تكلم عبد الله بكل جديه وقال : نعم مستعد أن أدفع فيه خمسة عشر مليون درهم ولا يهمني فأني أبحث عن الشفاء لأبي . تذكر يا كبير التجار أنه ذئب اسود بذيل ابيض .


وهنا وقف عبد الله أن التاجر منصور على قدميه وودع كبير التجار بعد أن أستحلفه أن يكتم الأمر , وأن لا يخبر أحد عن ما دار بينهم .ثم أعطاه رقم هاتفه الخاص وطلب منه أن لا يتصل عليه إلا ليخبره أنه وجد الذئب , ثم سار حتى ركب سيارته وأنطلق بعيداً عن مدى رؤية كبير التجار في سوق الطيور الذي لم يستطع سوى أن يبقى كما هو يراقب الطريق الذي ذهبت منه السيارة ورغم أن السيارة ذهبت بعيداً إلا أن كبير التجار بقي كما هو واقفاً ينظر في الطريق وعقله يسير بعيداً عن الطريق , يسير في "التعجب" مما سمع ومما حدث , ولم يشغل تفكيره أكثر من الملايين هذه , رغم أن حسابه يحوي ثلثيها , لكن الطمع يتخفى بين أضلاع بني أدم كما يتخفى الجربوع في نفقه .

جلسة أنتظار

عاد وجلس على كرسيه أمر أحد غلمانه أن ينادي فتاه , وعاد يتأمل من جديد فيما حدث , وكان يردد بكثرة اللهم أجعل الذئب يأتي لهذا السوق .

وصل فتاه لسوق وجلس أمام سيده كبير التجار وسأله عما حدث فأخبره سيده بما حدث , ثم أخذ منه موثقاً أن لا يخبر أحد عن هذا الأمر , وتوعده أن حدث بأنه سيجعله يأكل الحصى من الجوع وسيحطم كل من يقف معه , خاف فتاه خوفاً شديداً , ووعد كبير التجار بأن لا يخبر أحداً عن الأمر . وذكره بأنه لم يتحدث عن كثير من الأشياء التي استأمنه عليها .

مر أسبوع بعد هذا الأمر تناقلت الصحف في أوله خبر خروج أبن التاجر منصور من المدينة ثم هدئ الأمر في سوق الطيور وعادت الأيام لما هي عليه , عاد كبير التجار ليضيق على التجار في أرزاقهم ويتحكم بالأسعار كما يشاء يرفع من يريد ويمحق من يريد . والتجار ما زالوا يتعوذون بالله منه كل يوم .

كان كبير التجار يجلس على كرسيه في وسط السوق يقرأ صحيفته وينظر لفتاه يعمل ويراقب من يدخل ويخرج لسوق , وفجأة .........!!

سيارة تدخل لسوق تحمل دابة سوداء وفيها شيئ ابيض , وقف كبير التجار على قدميه ونظر من بعيد لما في تلك السيارة يحاول أن يتأكد من ما يرى أمر فتاه أن ينظر لما في تلك السيارة ويعود بسرعة , ذهب الفتى وذهب تفكير كبير التجار , هل يعقل أن يكون ما قاله الساحر لأبن التاجر منصور صحيحاً , وهل ساق القدر هذا الذئب لهذا السوق ... لا يمكن ..!



يتبــع .















عرض البوم صور Medo Style   رد مع اقتباس
قديم 03-19-2010, 08:39 PM   المشاركة رقم: 2
الكاتب
Medo Style
بواب نشط
المعلومات  
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 18
المشاركات: 101
بمعدل : 0.02 يوميا
التوقيت
الإتصال Medo Style غير متواجد حالياً


كاتب الموضوع : Medo Style المنتدى : نافذة القصص القصيرة
افتراضي






هذا هو الذئب

قطع تفكيره وصول فتاه إليه وهو يقول بابتسامة المتعب : هو , هو "يا كبير التجار" , أنه ذئب أسود بذيل أبيض .
أبتلع كبير التجار ماء فمه . وسار مسرعاً لتلك السيارة . حاول أن يظهر هادئاً حتى يحصل على الذئب بأرخص ثمن , السوق كان كله يهمس بصورة غريبة , لم يفهم كبير التجار السبب , بل تجاهل الأمر ولم يفكر ما بال السوق يهمس .

وصل لتلك السيارة وإذا فيها رجل قد جاء ببعض الطيور التي أصطادها وكان يحاول أن يبيعها في سوق الطيور . جاءه كبير التجار وسلم عليه فرد الرجل عليه السلام
وحتى يبعد كبير التجار الشك عن نفس الرجل سأله : بكم تريد أن تبيع هذه الطيور .؟
فرد الرجل : أني أريد أن أزيد عليها يا كبير التجار وأجعلها من رزق من يدفع كثر .!
قبل أن يرد كبير التجار على الرجل تعجب من امر ما وهو أن كل تجار السوق التفوا حول هذا الرجل وكأنهم يعلمون قصة هذا الذئب . وما دار بين كبير التجار وعبدالله أبن التاجر منصور , لكنه حاول أن لا يلتفت لهم .
ثم سأل الرجل عن الذئب فأجاب الرجل : هذا الذئب كان يأكل غنمي يا كبير التجار وقد وضعت له فخاً منذ يومين , ولما ذهبت اليوم لأتي بالطيور من هناك وجدته قد وقع في الفخ , وقد جئت به هنا لأني أريد أن أبيع الطيور ثم أذهب به لبيتي لأقتله أمام أبنائي ثم أعلقه على جدار بيتي فيكون فخراً لي .
قال كبير التجار لرجل : ولكني أريد أن أشتريه منك فبكم تبيعه لي .؟
قال الرجل : وماذا ستفعل بذئب يا كبير التجار , هو ولا يؤمن شره ولا يرجى نفعه .
قال كبير التجار له : هل تأخذ مئة الف درهم وتدعه هنا .؟
قال الرجل : بهذا المبلغ سأترك لك الذئب , والطيور , بل وحتى السيارة يا كبير التجار .

تقاطع

وهنا تدخل تاجر أخر من تجار السوق الذين كانوا يلتفون على الرجل كالتفافهم على الكعبة وقال بصوت عالي : أنا سأدفع في هذا الذئب ثلاث مئة ألف درهم .
ثم تكلم أخر وزاد خمسين الف , وأخر زاد عشرين , وكبير التجار يحرك رأسه يميناً ويساراً لا يعلم ما الخبر , وصاحب الذئب بقي واقفاً كطود ينظر في هذا السوق العجيب والغريب , كأنه ينظر لسكارى ينطقون بما لا يعقلون , اعتلت الأصوات , وزادت حدة الكلام وبدأت معادن الناس تظهر والكل أصبح ينافس الكل , حتى خرج صوت على هذه الأصوات كلها , هو صوت كبير التجار وهو يصرخ أن يكفـــي ....!!!

عاد السكون من جديد ونظر الجمع لكبير التجار تشخص أبصارهم فيه وما أن فتح فاه ليتكلم إذا جاء صوت الرجل صاحب الذئب وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , هل أنتم مجانين .!!
تجاهله أهل السوق كلهم وعادوا ينظرون لكبير التجار الذي قال بصوت يسمعه الجميع : ماذا تريدون ..؟
سكت الجميع , لأنهم جبلوا على خوفهم من كبير التجار ولم يجب أحد .
ثم قال كبير التجار : انصرفوا إلى أرزاقكم ودعوكم من هذا الرجل وذئبه فأنه لي وأنا سأشتريه منه , ومن زاحمني منكم فيه "لأجعلنه عبرة للعابرين" .
ومع هذا ولأول مرة منذ زمن بعيد لم يتحرك أحد , ولم ينفذ أوامر كبير التجار أحد .
ملئ كبير التجار الحقد, والحسد , والبغضاء , ثم قال لهم إذاً أنتم تعلمون ما خبر هذا الذئب .؟
فرد أحدهم نعم يا كبير التجار عندنا خبره , وقد علمنا بما حدثك به "أبن التاجر منصور" , ونحن لن ندع هذا الذئب يذهب منا .!
أزرق وجه كبير التجار واحمرت عيناه , وزبد , وزمجر , ثم زئر بكل قوة , تتجسسون علي , والله لأجعلنكم تذوقون الفقر , وتكرهون الحياة ’ لأجعلكم تكرهون هذا اليوم وتدعون الله أن يعيد الزمن حتى تتراجعون عن قراركم هذا , بل والله لأجعلكم تقبلون قدمي أن أسامحكم "ولن أفعل" , وليكن هذا الذئب بيننا , فأن حصلت عليه , فلن يكون لكم بقاء هنا , وسترون .

ثم نظر لصاحب الذئب وقال بصوت أسقط الرجل على الأرض : أنت ,, كم تريد ثمن هذا الذئب .؟
تمالك الرجل نفسه ونظر إلى القوم وقال بصوت الخائف المتعجب : بما أن هذا الذئب يعني الكثير فأني سأبيعه بالمزاد وليكن من نصيب من يدفع أكثر .
قال كبير التجار : فليكن وليبدأ المزاد .!

على ضفاف البداية

لحظات ووضع الذئب في وسط السوق ووقف الرجل خلفه ينظر لذئبه الذي أصطاد وينظر لعيون التجار الذين وقفوا أمامه كيف أنهم يفيضون حسداً , وكيف أن السوق قد تُرِك كله ولم يبقى فيه أحد إلا ووقف أمام الرجل ينظر إليه ويترقب .
نطق الرجل بصوت عالي : يا معشر التجار بما أنكم ترغبون بشراء هذا الذئب فأني سأجعله لمن يدفع أكثر منكم , وسأحدد سعراً مبدئياً في وهو "مئة وخمسين ألف درهم" ..!

نطق تاجر من تجار السوق وقال : ثلاث مئة ألف درهم .
ورد أخر : أربعمائة , وصرخ أخر , وأخر
هذا كله وكبير التجار ينظر فيهم قد ملئه الحقد عليهم , حتى كدت تتكسر أسنانه لشدة احتكاكها ببعضها , وأقسم أن يأخذه حتى لو كلفه هذا حياته .

عاد من تفكيره وإذا المبلغ قد وصل إلى ثلاثة ملاين درهم . والرجل صاحب الذئب لا يكاد يصدق نفسه مما يرى , وقرر أن يسكت حتى يرى على ماذا سيصلون التجار مع بعضهم , وأزداد المزاد حده حتى وصل المبلغ إلى سبعة ملاين درهم ثم هدء المزاد .
كان صاحب هذا المبلغ هو ثاني أكبر تاجر في السوق بعد كبير التجار , وكان يعلم كبير التجار بأن هذا التاجر سيضع أعلى سعر فهو يعلم بأن تجار السوق لا يملكون هذا المبلغ .
هنا تحرك كبير التجار وهو ينظر لصاحب أعلى مبلغ وصل إليه المزاد ويحدث صاحب الذئب الذي كاد يطيش عقله مما يسمع , وكان يُسمع صوت أنفاسه من شدة ما يجد .


ثمانية ملاين درهم ....!!

قالها كبير التجار , ونظر إلى التجار وقال لهم من منكم سيقدم أكثر من هذا ..؟!
بل من منكم يملك هذا المبلغ أنا أعرفكم وأعرف قدرتكم , وأعرف ما تملكون , ثم أتجه لصاحب الذئب الذي خر لله ساجداً وما أن قام حتى كان كبير التجار أمامه يخبره بأنه لن يدفع له أكثر من هذا المبلغ أحد , وإذا بصوت يأتي من خلف كبير التجار وهو يقول
ثمانية ملاين ونصف ....!
نظر ولم يكد يصدق الخبر , من هذا الذي يجد هذا المبلغ ولما وصلت عيناه إذا هم تاجران من السوق اتفقا أن يضعا أيديهما مع بعضهما وأن يأخذ الذئب من كبير التجار .. لم يدع كبير التجار الوقت يضيع حتى رفع يديه وأشار على هذان التاجران وقال والله لن تفعلوها , وأني دافع تسعة ملاين درهم في هذا الذئب ...! فماذا أنتم فاعلون .؟!

ثم قال لرجل صاحب الذئب . سلهم أن كان هناك من سيزيد .!
نادى الرجل هل هناك من يدفع أكثر , وإذا كل التجار صامتون ولا ينطقون , كأن أجسادهم خلت من أرواحهم , أسكتهم الندم والخوف من كبير التجار أسكتهم خوفهم على أطفالهم وعلى تجارتهم من هذا المتغطرس, اللئيم , الذي سيحرمهم من أعمالهم , وسيجعلهم يخسرون كل ما يملكون , أو سيدعهم يغادرون مدينتهم اتقاء شره , وهي التي أحبوها من أعماق قلوبهم حتى أنه يخافون من التفكير في مغادرته ,, قاتل الله الندم , بدأ يقتلهم من الداخل . حتى قالوا مالنا ومال الذئب الأسود – فصار مثلا -

قال الرجل : إذا فأني أبيع هذا الذئب لكبير التجار بتسعة ملاين درهم ..! ثم قال الرجل أعطني مالي ودعني أّذهب , نظر التاجر يبحث عن فتاه الذي قد اختفى من السوق حتى لم يعد له أثر , نادى غلمان له وسألهم عن فتاه فأخبروه أنهم لا يعلمون أين ذهب .! ثم أمر غلمانه أن يراقبوا الذئب وصاحبه , وأن يكرموا مثواه لأنه سيذهب ليأتي بالنقود ويعود .

وعلى عجل ذهب وجاء بتسعة ملاين درهم من ماله , ولم يبقى له سوى مليون درهم ولكنه لم يخف أو يحزن لأنه أستطاع بدهاء ومكر أن يحصل على الذئب وسيجني منه مبلغ أكثر , وأستطاع أن يعيد هيبته لسوق بعد أن تأمر عليه التجار , أعطى الرجل التسعة ملاين وأخذها الرجل من دون أن يعدها وكاد يطير من الفرحة وأصر على كبير التجار أن يأخذ الطيور مع البيعة , ثم رحل بأقصى ما يستطيع .

أمتلاك

أخذ ينظر لذئب ويتأكد من سلامته وينظر لذيله الأبيض الغريب ثم وعد نفسه أن يتحدث مع "أبن التاجر منصور" بعد صلاة العصر ليخبره عن الذئب , مر الوقت على مهل بالنسبة لكبير التجار ولكنه مر , وبعد صلاة العصر مباشرة أتجه كبير التجار لهاتفه وأتصل على أبن التاجر منصور .
رد عبد الله على الهاتف فقال كبير التجار له بعد أن سلم عليه : يا عبد الله لقد وجدت الذئب وهو معي .
فقال عبد الله : أستحلفك بالله هو معك , هل صدق الساحر .؟
رد كبير التجار نعم هو معي وسيكون لك يا عبد الله فأتني بالخمسة عشر مليون درهم وتعال لتأخذه .!
هنا تغير صوت عبد الله فجأة وظهر على الهاتف صوت جديد وقال . كيف حالك يا كبير التجار ..!؟
لم يصدق كبير التجار ما يسمع بل لم يريد أن يفعل أنه صوت فتاه على الهاتف , كيف وماذا , لم يستطع أن يتكلم سوى بكلمة واحدة : كيف ؟
نطق الفتى على الهاتف يا كبير التجار أنا خالد أبن التاجر ناصر الذي جعلته يخرج من السوق قبل أعوام بسبب ظلمك وتعديك , كنت أعمل عندك منذ فترة وأنتظر الزمن الذي أنتقم فيه منك , ويوم أن بعثني لأتقص خبر أبن التاجر , ذهبت وتقصيت أخباره فوجدته شخص لا يحب أن يظهر - رغم شهرته - على الأضواء ووجدته قادم للمدينة لكي يزور أحد أصدقائه فقط ويرحل مباشرة , ثم جاءتني هذه الفكرة بأن أغرقك في طمعك , وأن أجعلك تدفع ما تملك , الم تسأل نفسك يا كبير التجار عن تجار السوق وكيف علموا بالخبر ,,, أنا من أخبرتهم يا كبير التجار , ذهبت وقلت لهم أن عندي أخبار سأبيعها لكم مقال ألف درهم , دفعهم فضولهم بأن يجمعوا المبلغ من بعضهم , ثم أخبرتهم بما حدث لك مع عبد الله , فتمنى كل شخص منهم أن يكون هو من يحصل على الذئب , ثم جاء الرجال الثالث فينا وهو الرجل الذي باع لك الذئب لتكتمل القصة عليك يا كبير التجار , لأنك لم تعد تفرق لأجل المالبين حقك وحق غيرك , وإلا كيف تصدق ساحراً , أنت الآن تاجر تملك أقل مما يملكه كل تجار السوق , أنت الآن صغير التجار .
بكى كبير التجار وقال بصوت لا يسمع من أزيز صدره , وأين أنت الآن .؟!
قال فتاه : أنا في داخلك يا كبير التجار ...!




















عرض البوم صور Medo Style   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:40 AM بتوقيت مسقط

المواضيع فى منتديات البوابة ملك لصاحبها والادارة غير مسئولة عن أى محتوى مخالف وللتبليغ عن موضوع او رد مخالف اضغط هنا

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
تعريب شركة حاوى